Skip to content

المسير الرشيق للمها العربي عبر الكثبان الرملية

تُجسّد صور المها العربي، هذا الكائن الرمزي الأصيل في شبه الجزيرة العربية، مشهدًا آسِرًا يجمع بين الصمود والرُقي في آنٍ واحد. وسط رحلته المهيبة عبر الصحراء، تلتقط العدسة لحظات ساحرة تُبرز تفاعل عناصر الطبيعة—الضوء والظل والحركة—في تناغم بصري مدهش. تمتزج الألوان الذهبية لغروب الشمس بانسيابية مع دفء الرمال، لتُضفي وهجًا هادئًا على القطيع وهو يشق طريقه في هذا الامتداد الصحراوي اللامتناهي.

يُظهر انسجام حركة القطيع، بأجسادهم البيضاء الرشيقة والمزيّنة بعلامات سوداء على الوجوه وقرونهم المنحنية، صورة من التوازن والقوة الداخلية. وكل خطوة يخطونها تُثير الرمل برفق، كأنها ترقص على إيقاعٍ قديم يروي قصة البقاء في وجه القساوة والجفاف.

لكن المها العربي ليس مجرد مشهد جمالي؛ بل هو رمز حي لانتصار جهود الحفاظ على الحياة البرية. فبعد أن كاد ينقرض في البرية، أُعيد إدخاله إلى المحميات الطبيعية، ليعود اليوم ويتجوّل بحرية في موطنه الأصلي. إن هذه الصور لا توثّق مجرد لحظة، بل تُجسّد جوهر أرضٍ ونوعٍ يستعيد مكانته في المنظومة البيئية التي وُلد فيها.

تُكرّم هذه السلسلة الفوتوغرافية جمال التعايش بين الطبيعة والحياة البرية، وتُذكّرنا بأهمية صون مثل هذه اللحظات الثمينة، كي تبقى شاهدة على روعة الأرض وروحها، ولتُلهم الأجيال القادمة بقصص من الإصرار، والتوازن، والتجدد.

Back To Top